الطميحي
عدد الرسائل : 23 تاريخ التسجيل : 10/08/2007
| موضوع: شعر شعبي جميل (التورية) مع الشرح . لمن يهوى التراث الخميس أغسطس 23, 2007 1:55 pm | |
| أحبَّتي الكرام في المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن أمام شعر شعبي قاب قوسين أو أدنى من الا نقراض وهو من الشعر الموروث فقد قل حافظوه وسامعوه وتعليلهم بأنَّهم لا يفهموه والحقيقة مرَّة ففعلاً هم لا يفهموه لأنهم لم يتمعنوا في كلماته ففيه من الصور الأدبية أجملها وأحسنها فنجد فيه كل الصور الأدبية من استعارة وتشبيه وتضاد وتجانس وووو ... وحتَّى أكسر قاعدة عدم فهمه فقمت بشرح كامل لكل بيت فيه
وهذا النوع من الشعر يسمى التورية حيث يتوارى لك المعنى ويقصد فيه الشاعر معنى آخر وبنفس صوت الكلمة لكن يختلف في كتابتها حيث تكون الكلمة من جزئين وتنطق كلمة واحدة بمعنى مواري له
في مسألة طريقة الكتابة للأبيات بما أنها شعبية باللهجة المحلية ( الجازانية ) عامة فإنه لا نلتزم بالقواعد الإملائية فيها بل تكون الكتابة عن طريق سماع صوت الكلمة كما ويدخل في كثير من الأبيات استبدال ( ال ) التعريف بــ ( ام ) ومثال ذلك : ( النخلة ) نقول امنخلة وكذلك تاء التأنيث الساكنة : تستبدل بالنون ومثال ذلك : ( زلَّت ) فنقول زلَّن أرجوا أن قد وضحت الفكرة ثم أرجو وأرجو من كل الإخوة الذين يجدون في ما أكتبه أي خطأ أو غموض أو أي سؤال أن لا يتردد في الكتابة والمشاركة لكي تعم الفائدة ويحفظ الموروث وهذا هو الذي نسعى إليه
ثم من لديه أبيات فليتفظل بها وسأكفيه عناء شرحها فسأشرحها أنا بنفسي
وسنبدأ على بركة الله بأول بيتين من هذا الشعر مع شرحها
( 1 )
يقول
بياضية زربوها بعكشي قلِّي امزرِّب زَرْبَها ما تشَابَك
الناس تحب هرجتك لامعكْ شِي وان كان يدك خالية ما تشى بك
...........الشرح.............
بياضية : الحب الأبيض أو الردحة التي زارعة حب أبيض زربوها : أي وضعوا زرب حولها و ( الزَّرب ) بالتشديد المفتوح للزاء وتسكين الراء هو مايوضع من أغصان وفروع الشجر الشوكي أي ( الذي فيه أشواك ) حول الزَّرع أو المحصول الزراعي لحمايته من دخول الحيوانات بعكشي : العكش هو شجرة السدر عندما تصبح كبيرة قلي امزرب : قال لي الذي وضع الزرب زربها ما تشابك : أي الزرب لم يتشابك بالشكل المطلوبالناس تحب هرجتك : الناس تحب الحديث معك لامعك شي : أي لو عنك مال وان كان يدك خالية : وإن كان لا يوجد معك مال أو لست من أصحاب الأموال ما تشى بك : ماذا تريد بك
========================
( 2 )
ويقول
عزب كثَّن جعبتك حن تماريت
وايضا كثَّ امحسن وملاَّ امحواجب
لمه تظلم ذمتك وانت ما ريت
محنا إلاَّ مغامزه بمعيون وامحواجب
...........الشرح.............
عزب : الذي لم يتزوج كثَّن : نثرت جعبتك : الجعبة مسحوق أحمر داكن ذو رائحة طيبة يستخدمه النساء في العضية ونحوه حن تماريت : حين وقوفها أمام المرآة وايضا كثَّ امحسن : (الحسن ) بضم الحاء وضم السين ، مسحوق أحمر فاتح طيب الرائحة مثل الجعبة وملاَّ امحواجب : أي وضعه حتى وصل للحواجب ( حواجب العين ) لمه تظلم ذمتك : لماذا تتهمني وانت ما ريت : لم ترنا محنا : نحن إلاَّ مغامزه : الغمز بالعين ( في الغزل ) بمعيون وامحواجب : نتغامز بالعيون والحواجب بحيث أن لا أحد يلاحظ
========================
( 3 )
تعالوا معي إلى هذا الفن والإبداع في الكلمة يُــقُول نخل وامريح امقوي ناش طولك وتمرك يحي من امرض والسعولي حتى امقحومة بالبكى ناشطوا لك بالله ياخضر لعدبو موده وسِّعوا لي
...........الشرح.............
نخل وامريح امقوي ناش طولك : الريح القوي( ناش ) هزَّ طولك وتمرك يحي : تمرك يشفي من امرض والسعولي : من المرض والسُّعال ( الكحَّة ) حتى امقحومه : مفردها قَحَم وهو ( الكبير في السن ) أي ( الشُّيَّاب ) بالبكى ناشطوا لك : يبكون بكاء شديد لأجلك والنَّشْط الشَّهقُ في البكاء بالله ياخضر : الخضر البنات ذوات البشرة الدكنة لعدبو: لو بقي ( وهنا بمعنى لو عندكم ) موده : المودة وسِّعوا لي : وسعوا لي أي أفسحوا لي . والمعنى ( أعطوني من مودَّتكم )
========================
( 4 )
لـِـ الشاعر المبدع أبو رياض ( يحيى الخرمي )
يقول امصيد يوم عَدْلُه فضايا ورد ما واليوم لا صَبَّح ولا عَدْ يغَبِّي قِدْ دَافَنُوا أبيار شربه بِرَدْمَا وذا سألته عن غِيَابُه يغَبِّي
...........الشرح.............
امصيد : يقصد الغزال يوم عَدْلُه : بمعنى يوم كان له فضايا : مفردها ( فِضِيَّة ) حفرة مُحَسَّنة لعين الماء السطحية يعملها الشخص لا يتجاوز عمقها نصف المتر أو أقل وقطرها من 30سم إلى 2م ثم يقوم الشخص بإخراج الماء العكر منها بعد عملها مباشرة بطريقة نطفها بيده إن كانت صغيرة أو بآنية إن كانت كبير ليتجدد الماء ليصبح صافياً وتُعْمل ( الفِضِيَّة ) عادةً في الوادي عند توفر الماء بكثرة ولذلك سُمِّية ( فِضِيَّة ) لفيض الماء فيها ونقول "فَاضَ الماء" أي زاد عن حدِّه فاشتق منه : ( الفيضان ، الفيض ، الفِضِيَّة ، ........ ) أو لأن الوادي يفضي بالماء إليها ورد ما : أي وَرَدَ فِضِيَّة الماء ليشرب واليوم : أي والآن لا صَبَّح : ما عاد يأتي في الصباح ولا عَدْ يغَبِّي : ولا عاد يغَبِّي ومعنى يغَبِّي هنا أي يأتي يوم ليرد الماء ويترك يوم المعنى العام للبيت : الحقيقة أن المعنى الحقيقي له بعيد جداً وأن الوليف واستبدله بالصَّيد لم يعد يأتينا كما كان أول والمعنى في بطن الشاعر قِدْ دَافَنُوا : أي دفنوا من الدَّفنِ أبيار شربه بِرَدْمَا : مفردها بئر ويقصد بها الآبار التي كان يشرب الصيد منها فقد ردموها وذا سألته عن غِيَابُه يغَبِّي : بمعنى إذا سألته عن سبب غيابه عني لا يخبرني ومعنى يُغَبِّي هنا يكتم المعنى العام للبيت : يخبرنا الشاعر هنا بأن الآبار التي كان يأتي إليها الصيد ليشرب قد دُفِنت وكانت طريقة دفنها هي ردمها واردم يكون بالتراب والحجارة والدفن بالتراب فقط ثم يخبر بأنه إذا سأله لماذا تغيبت يكتم ولا يخبر بما حدث لآبار شربه تفنن وأبدع الشاعر هنا حيث ربط معنى البيت الأول بالثاني بأسلوب أدبي جميل ووظف كلمات رائعة المعنى
========================
( 5 )
ويـقُـول
خوَّلت من مُور اميماني أرى بيش لو قعته ربع ساعة ارى ابها لا تنقدوني من عيوني أرى بيش يا رب هب لي في عيوني أرى بها
...........الشرح.............
خوَّلت : النظر إلى بعيد لمكان هطول المطر مُور اميماني : وادي مور في اليمن وهو وادي ضخم و معروف بيش : محافظة من محافظات منطقة جازان وتشتهر بواديها الضخم **وللعلم فوادي بيش ووادي مور في اليمن رؤوسهم واحدة أي أن الجبال التي ينحدر منها وادي مور في اليمن هي نفس الجبال التي ينحدر منها وادي بيش ، فقد يخفى هذا على الكثير لو قعته : أي لو انتظرت أرى ابها : وهي مدينة أبها في عسير وكتبت بدون همزة القطع للوصل سماعيا تنقدوني : من النقد ونقولها باللهجة العامية ( لا تشرهون ) هب لي في عيوني أرى بها ( بتسكين الباء ) : أي بارك لي في عيوني لكي أرى بها
========================
( 6 )
ويقول
مرَّت سنين ما نذبح ماعزينا ومن ذبح غيرها مات عِيدُه عادنا في ودِّنا ما عزينا بالله من ذا الخبر ما تعِيدُه
...........الشرح.............
مرَّت سنين ما نذبح ماعزينا : مرت سنوات لا نذبح (الماعز) ومن ذبح غيرها مات عيده : أي لا يتعيد عادنا : مازلنا في ودِّنا : ( ودَّنا ) من الوِد بمعنى مازلنا نكن لكم الود ما عزينا : ولم نيأس والمعنى لم نيأس من حبكم لنا بالله من : استحلاف طلب ذا الخبر : يقصد خبر شكِّه في صدق وداده ما تعيده : لا تكرر ولا تُعيد (والهاء عائدة إلى الخبر) وهو قولك بالشَّك
========================
( 7 )
وهذه أبيات من شعر الشاعر ( يحيى الخرمي ) أتمنى أن تنال على رضاكم
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، يقول زعر من تحت الرحا شيط عنِّي *** مكنون والتجار ما يكال منُّه والله ياحين أتلهَّمك شي طعنِّي *** محشوم والسفهان ما يكالمنُّه
...........الشرح.............
زعر : نوع من أنواع الحبوب من تحت الرحا : أي يُطحن بالرحا و(الرحا ) معروفة شيط عنِّي : يقال ( فلان اشتاط حبا )ً أي اشترى حباً مكنون : محفوظ والتجار: البائعين ما يكال منُّه : لا يباع منه لأنه خاص لي والله ياحين : أي عندما أتلهَّمك : أتذكَّرك شي طعنِّي : من الطعن وهنا يقصد فيه الألم محشوم : من الحشمة والسفهان : من السفاهة ما يكالمنُّه : لا يستطيعون الكلام معه
========================
( 8 )
يقول الحمد لله قد هبالي معاشين *** لا اعمل ولا اذري ولا تلم سني ما تستوي صحبة مزيَّن معَ شين *** لا أشا لكم هرجه ولا تلمسنِّي
...........الشرح.............
الحمد لله قد هبالي : الحمد لله على أن الله قد أعطاني معاشين : معاشين ( مثنَّى معاش ) وهو الرِّزق لا اعمل ولا اذري : أي بدون ما أعمل ( الحرث ) ولا أذري ( ذري الحبوب ) ولا تلم سني : التِّلم الخطوط المتوازية في الأرض المحروثة والذي يعملها المحراث يسمَّى كل خط ( تلم ) وسنِّي أي شرعي ما تستوي صحبة مزيَّن : ما تتساوى مصاحبة الزين مع الشين معَ شين : الغير جميل أو ذو الأخلاق القبيحة لا أشا لكم : أي لا أريد منكم هرجه : أي لا أريد أن تكلمينني ولا تلمسنِّي : ولا تلمسني ( من اللمس ) بمعنى لا تقربين منِّي
======================== | |
|